نوفيلا



العالم الإفتراضي
كنت أخشي هذا العالم الإفتراضي وأراه مكانا مظلما… والآن أبغضه بشده فهو من قادني إلي هذا الوحش بلا رحمة
هو عالم زائف.. سراب… ما أن تصل إليه.. يتلاشي وتضيع أنت في المتاهة
الكل صادق… علي خلق….متميز… ساحر
عندما تعشقين وحشا
الحلقة الأولي…. العالم الإفتراضي
كنت أخشي هذا العالم الإفتراضي وأراه مكانا مظلما… والآن أبغضه بشده فهو من قادني إلي هذا الوحش بلا رحمة
هو عالم زائف.. سراب… ما أن تصل إليه.. يتلاشي وتضيع أنت في المتاهة
الكل صادق… علي خلق….متميز… ساحر
عندما يتعلق الأمر بعشرة أصابع وشاشة
…………………..
جذبتني تعليقاته علي صفحة صديقة لي
(خالد) متميز وجريئ ومختلف.. أرسلت له آدد وقبله علي الفور… ازدادت سعادتي عندما نشر رواية له علي صفحته فأنا أعشق الكتابة والشعر منذ طفولتي… ثم كان أول دخول لي خاص… كنت أشعر بخجل وخوف وتردد
-السلام عليكم… أعتذر لدخولي الخاص.. لكن الأمر هام فسامحني
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة… لا داعي للإعتذار… تفضلي
كان قلبي يدق بشدة ويدي ترتعش حقا وتمنيت أن أتلاشي
أردت لفت انتباهك لبعض الأخطاء الإملائية بروايتك ليكتمل عملك الرائع
يقال أن النصيحة علي الملأ فضيحة ولهذا دخلت الخاص فسامحني
-أشكرك جدا علي هذه النصيحة وعلي حرصك واهتمامك ومتابعتك ونشر الرواية علي صفحتك ودعمك لي… إن الكتابة علي الفيس أمر بالغ الصعوبة فأنا اكتب وأنشر حصريا… لكن عند طبع الرواية يتم تدقيقها من متخصصين قبل نشرها. ولكن أرجو مساعدتك لي في مراجعة ما أكتب قبل نشره ليكون أفضل
-يسعدني جدا فهذه ثقة كبيرة من حضرتك وأنا أعشق الكتابة منذ صغري لكن توقفت لظروف
-خسارة! لماذا توقفتي ؟
-قصة طويلة لا أريد أن يضيع وقتك الثمين معها
-ليس عندي ما يشغلني حاليا وأتمني سماعها
-ممكن نتحدث هاتفيا أفضل ؟
-نعم ..هذا رقمي……..
-هذا رقمي أيضا وأشكرك …….
لحظات سريعة… وكان الإتصاااااال-السلام عليكم …كلي آذان صاغية… تفضلي
-كنت فتاة رائعة وجميلة ومتفوقة… محبوبة من الجميع… أمتلأبالحيوية والنشاط وحب الحياة… مميزة جدا عند والدي رغم صرامته… ورغم أني لست الإبنة الوحيدة …هناك ثلاثة أشقاء وابنة أصغر مني… لكن تفوقي كان سر هذا التميز… جعل والدي يحلم بأن يراني طبيبة وكان حلمي أيضا
كانت دراستي هي حياتي رغم ملاحقات الشباب لي ومحاولتهم جذب انتباهي
استمر الأمر هادئا حتي الصف الثاني الثانوي… حتي ظهور… (مصطفي)
-بدت نبرات صوت خالد وقد ملأها الفضول… امممممم مصطفي؟!!!
-أصبحت أمينة اتحاد طلاب محافظتي للثانوي العام وكان مصطفي المساعد لي
ماكنت أعلم أن حياتي ستتغير تماما وسيضيع حلمي بيدي…. تحدثت بصوت خنقته العبرات وأنا أحاول التماسك لأبدو صلبة
-خالد محاولا تهدئتي…. لا تبكي أرجوكي
اذا اردتي نكتفي الان ونواصل غدا…. لا اريد أن أسبب لك أي ألم
-لا أبدا أنا بخير… سأكمل لحضرتك
لأول مرة يقترب مني شابا هكذا بسبب حضورنا معا بعض الإجتماعات الخاصة بالإتحاد… شاب رائع يحب الشعر والكتابة مثلي… مرح وخلوق… من أسرة متواضعة بالنسبة لأسرتي فوالدي مدير لإحدي البنوك…. لكن الرجل لا تقدر قيمته بما يمتلك من نقود أو بمكانة أسرته… الرجولة مواقف ومبادئ… أخلاق
ازداد تعلقنا بشدة وأصبحنا روحا واحدة
فلاش باك…
(مصطفي):أشعر بخوف شديد أن أفقدك يا أمل… يجب أن أتحدث مع والدك وأصارحه برغبتنا في الزواج بعد انتهاء دراستنا…. أريد وعدا منه أن يزوجك لي
-تسارعت دقات قلبي بشدة وشعرت بخوف شديد.. فأنا لم أفكر في كل هذا…. والدي ؟!!!هو قاسي جدا لا يعرف المشاعر
يتعامل مع والدتي بصورة غير إنسانية.. لكن لابد أن نتحدث معه… يتقدم لي الكثير من شباب قريته…. سأحدثه اليوم..اطمئن ….
خالد وقد أخذه الحماس….وهل أخبرتي والدك؟!!!
-بصوت مختنق… نعم… ليتني لم أخبره
الحلقة الثانية… وضاع الحلم
فلاش باك……
-أريد محادثتك في أمر هام والدي الحبيب
-ما الأمر ؟هل تحتاجين نقودا ؟!
لا… الأمر أكبر من النقود…إنه بشأن حياتي
تغيرت ملامح والدي واتسعت عيناه وزفر بضيق وكأنما شعر بريبة في كلامي وقال:حياتك؟!تحدثي سريعا
-تسارعت دقات قلبي وكاد صوتي يلوذ بالفرار ويتخلي عني…. تظاهرت بالصلابة وبدأت أسرد كل شيئ عن مصطفي لوالدي
انتفض والدي واقفا وصاح بصوتا عاليا اهتز له أرجاء المكان
هل أصابك الجنون ؟!!!!
فزع الجميع وأسرعوا وقالت والدتي باضطراب وقلق… ماذا حدث ؟
ونظر الجميع لي وكأنني متهمة في القفص… ينتظرون دفاعي وإذا بوالدي مندفعا نحوي بغضب ويده مرتفعة لأعلي لولا اسراع شقيقي الأكبر نحوي وابعادي عن والدي متسائلا بقلق.. ماذا حدث يا والدي ؟ماذا فعلت أمل؟!
وفزعت والدتي باكية نحو والدي تحاول تهدئته…فدفعها بقوة فسقطت علي الأرض… هذه هي تربيتك ؟ابنتك أصبحت عاشقة وتريد الزواج…. سأقتل هذا الحيوان…. سأقتله أمامك وأزوجك من أختاره لك …ولن تخرجي من المنزل بمفردك بعد الآن
…………………….
-صاح خالد بغضب يقتله؟!!! هل والدك مجنونا ؟!ماذا فعل ليقتله؟
-أنت لا تعرف والدي… لا يعترف إلا بالمال والمنصب والمصالح… لا يعرف المشاعر ومصطفي بالنسبة له.. نكرة
-وماذا فعل مصطفي؟!
شعر بقلق بالغ لإختفائي وأن هناك أمرا سيئا حدث…. فكر بالحضور إلي منزلنا ثم تراجع وقرر أن يتحدث مع والده وعمه للحضور معه وفعلا أخبرهم بكل شيئ لكن قبل الموعد…كانت زيارة خالي لهم… للتحذير
فزع خالد وصاح بصوت مرتفع… خالك ؟زيارة تحذير ؟!
-نعم… اتصلت والدتي بخالي المقيم بالقاهرة ليحضر سريعا فالأمور خرجت عن السيطرة ووالدي سيقتل الشاب عندما يراه… أخبرته كل شيئ فجاء سريعا إلي محافظتنا… محافظة المنوفية
وبعد وصوله سألني عن منزل مصطفي وذهب إليه ليحذره من الحضور لمقابلة والدي وليبتعد عني نهائيا وينسي أمري
وتحت ضغط كبير من خالي وأسره مصطفي خوفا علي حياته وعلي حياتي كانت نهاية قصة الحب البريئة كما أراد لها والدي
-سأل خالد بصوت حزين وماذا فعلتي ؟!
-قررت معاقبة والدي وقتل الحلم الذي ينتظره…. سأقتل حلمي أيضا حتي لا أراه سعيدا… لن ألتحق بكلية الطب…. وبعد تجاهل بعض الأسئلة بإمتحان الثانوية العامة جاءت النتيجة صادمة للجميع…. كلية العلوم
حزن الجميع وخاصة والدي الذي سعدت برؤية الدموع بعينيه…. لكنه سرعان ماعاد يحلم… قد أصبح طبيبة بتخصص التحاليل أذا اجتهدت بالدراسة…
ساءت حالتي النفسية وأصبحت لا أتحدث مع أحد وبالكاد أتناول الطعام وحاولت الإنتحار وتم إنقاذي
خالدبغضب…الإنتحار؟وتخسري آخرتك.؟!
-استغفرت ربي كثيرا…. كانت لحظة ضعف ويأس… ضاقت الأرض بي وتملكني الشيطان
عندما علم خالي بهذا جاء واستأذن والدي أن يأخذني معه القاهرة فترة الصيف حتي بداية الجامعة…. لتتحسن حالتي وأري أماكن مختلفة ويشتري لي ملابس جديدة فوافق والدي… وكان فرارا من كل شيئ…. تمنيت عدم العودة وكانت آخر ليالي شهر رمضان الكريم….تحديدا ليلة السابع والعشرون من رمضان
دعوت الله كثيرا وأنا بسيارة خالي وقد تأخر الوقت… قبل الفجر بساعتين تقريبا
وكأنها كانت ليلة القدر…. السماء صافية جميلة ونسمات الهواء الرقيقة تداعب خصلات شعري من النافذة
والدموع تنهمر علي وجهي ولساني يلهث بالذكر والدعاء بأن يفرج الله كربي
أخذت أردد…. لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين…. شعرت بسكينة وراحة تغمرني… شعرت أن هناك أمل قادم مع بزوغ الفجر
حياة جديدة تنتظرني بالقاهرة
الفرار من الحب ومن الذكريات… الفرار وفقط
وفعلا كان بانتظاري….. مفاجأة
الحلقة الثالثة…… الفرار من الحب
وصلت بيت خالي فجرا واستقبلتني زوجته بحفاوة بالغة.. صليت الفجر وأستسلمت للنوم… هو لي بمثابة الفرار أيضا من الواقع ….استيقظت علي حضور والدة زوجة خالي وشقيقها…. جاءا للإفطار معهم ثم الذهاب لرؤية عروس محتملة تم ترشيحها لشقيقها (أحمد)…. شاب في بداية الثلاثين… وسيم.. يعمل محاسب بإحدي الشركات الحكومية… يعيش مع والدته بعد وفاه والده وزواج شقيقاته الثلاثة وشقيقه الأصغر…كانت مفاجأة له وجودي عند شقيقته فهو يعرفني… لاحظ
الحزن الذي يخيم علي ملامحي وصمتي وعزلتي
فلاش باك……
كيف حالك أمل ؟
أجبت بصوت خافت يشوبه الحزن والخجل…. بخير
-أخبار الدراسة والتفوق إيه ؟!
الحمد لله ..التحقت بكلية العلوم بشبين الكوم
ألف مبروك رغم أني كنت أعلم أنك ترغبين بكلية الطب
انهمرت دموعي واسرعت بالفرار من أمامه ودخلت إحدي الغرف أبكي بشدة
خالد بصوت حزين…..يا الله تحملتي كثيرا ويبدو أن أحمدسيكون له دورا هاما في الأيام المقبلة !!
صدقت فعلا …سأل شقيقته عن سبب حضوري ولماذا يبدو عليا الحزن ؟
أجابته شقيقته وأخبرته هو ووالدتهما كل ما حدث …فحزن بشدة وغضب من والدي لقسوته في معالجة الأمر
فلاش باك……
أحمد مخاطبا شقيقته ….كريمة… أريد الزواج من أمل
نظرت إليه شقيقته متسائلة وهي تبتسم
تتزوج أمل؟!ونرمين التي تنتظرنا مع أسرتها بعد صلاة التراويح ؟
اذهب لرؤيتها أولا قد تراها مناسبة لك أكثر … ثم فكر بهدوء
-لا …لن أذهب وأتصلي اعتذري لهم
هذا قرارا نهائيا ….سأتزوجها
قالت والدته:أمل مسكينة ومازالت صغيرة
تتزوج أحمد ونعيش معا في شقتي
ابتسمت كريمة قائلة لعله خير فعلا
قد يكون كل ما حدث سببا لتتزوج من أمل …سبحان الله …لن أخبرها شيئا الآن
سيحضر خالها بعد قليل من العمل ونتحدث جميعا ثم يسألها عن رأيها
أحمد بصوت حزين قلق …هي ممكن ترفض؟!
اجابته شقيقته ممازحة…ان شاء الله خير
ماذا حدث لك ؟ما سر اهتمامك بأمل لهذه الدرجة؟!
أجاب أحمد بصوت هادئ ….أشعر بحزن بالغ لأجلها وأريد تعويضها…هي فتاة طيبة القلب وصغيرة …لم تدرك عواقب ما شعرت به ولا اريدها أن تخسر دراستها بعد كل هذا التفوق
– معك حق …عندما تزوجت خالها كانت طفلة صغيرة رائعة الجمال عمرها ثلاثة أعوام وكنت أحب النظر إلي عينيها التي تشبه القطط …احببت براءتها ومرحها …ان شاء الله خير
……………………
حضر خالي من عمله وأخبرته زوجته برغبة أحمد الزواج بي وموافقة والدتها فكانت سعادة خالي بالغة لأعيش بعيدا عن والدي وعن الشاب الذي أحببته لينتهي الأمر
استاذن أحمد من خالي أن يخرج معي بعد انتهاء صلاة التراويح ليحدثني في أمر الزواج بعيدا عن المنزل فوافق خالي
وخرجت مع أحمد وأنا في حيرة من موافقة خالي علي خروجنا معا بمفردنا
فلاش باك …….
أحمد متحدثا بصوت مفعما بالحنان والرقة …اردت التحدث معك في أمر هام بعيدا عن الجميع …بعيدا عن أي حواجز
-أخبرتني كريمة بكل ما حدث معك وأعلم ما تشعرين به جيدا …اريد ان اكون بجوارك زوجا وأبا وصديقا…اريد أن اتزوجك يا أمل وستكملين دراستك بجامعة القاهرة …اريدك أن تنسي كل ما مضي …وأشهد الله أني اريد سعادتك ولن تجدي مني ما يؤلمك
كانت مفاجأة لي لم اتوقعها….نظرت سريعا في خجل إلي الأرض غير مصدقة سرحت مع نفسي …. هل أحمد هو طوق النجاه؟
إجابة الدعاء …ونهاية الأحزان؟!ا بداية حياة جديدة جميلة …هل أنا احلم ؟
.هو يعلم كل شيئ فأنا لم أخدعه…يعلم أني لا أحبه
لماذا يقبل هذا وهو شاب رائع تتمناه أي فتاة ؟!هو طيب القلب حقا …هدية السماء لي …كل هذا وأنا مع نفسي في عالم آخر حتي سألني أحمد…لم أقصد مضايقتك ولست ملزمة بالموافقة
اختاري ما ترغبين به وانا معك بجوارك بأي حال
نظرت إليه بارتياح ووجدتني أخبره وأنا مبتسمة بالموافقة
……………………………………..
خالد متسائلا بدهشة وافقتي علي الزواج؟!
نعم ..سافر أحمد وخالي إلي أسرتي اول أيام عيد الفطر المبارك بمفردهما…..رفضت السفر ومقابلة والدي
وافقت أسرتي علي الفور ….لقد كان أحمد طوق النجاه للجميع لعبور هذه المرحلة الحرجة ….تم الزواج بعد ثلاثة أشهرأمضيتها في منزل خالي ولم أدخل منزل والدي إلا وأنا بثوب الزفاف لعقد القرآن
خالد بصوت هادئ …الحمد لله …اعتقد بهذا الزواج بدأت مرحلة أفضل ؟
بصوت حزين يمتلأ بالدموع ….لا
بدأت مرحلة اخري لا تقل ألما عن سابقتها
أنها والدة أحمد ………
خالد صائحا بضيق ….حماتك؟
امرأة لا تقل قسوة عن والدي …ظهر هذا بعد زواجي من أحمد …مات حلمي الثاني ان اكون عروس
اصبحت وكأن زوجي تزوج بأخري في اول اسبوع زواجنا وأحضرها لتعيش معنا في مسكن واحد
كانت تحب أحمد بصورة مرضية ظهرت واضحة بعد زواجنا وكأنها زوجته وأنا اختطفته منها
أجاب أحمد بحزن:لا حول ولا قوة الا بالله
انتي علي موعد دائم مع الحزن
نعم .وكأن الحزن صار رفيق الدرب ولا يطيق فراقي فإذا حاول الفرح الإقتراب مني زجره بشدة وأبعده …كل هذا وأنا لا حول لي ولا قوة..تعبت من المقاومة
هزل جسدي وخارت قواي وجفت دموعي
…………………
ترك لنا شقيقه شقته لنقضي بها اسبوعا بمفردنا وذهب مع زوجته واولاده إلي الأسكندرية
فلاش باك …..
اليوم الثالث للزواج
دخلت الغرفة مسرعة …احمد ..جرس الباب …استيقظ
أحمد متعجبا في ضيق وقد كان مستغرقا في النوم ..لم يتصل أحد ليخبرنا بحضوره …سأذهب لأري من القادم؟
أحمد بصوت مرتفعا ….اهلا ماما
الحلقة الرابعة…..عطايا السماء
أهلا ماما
مفاجأة سارة
أجابت الأم غاضبة :لهذا لم تحدثني بالهاتف ولم تحضر لرؤيتي
خلاص أمل اخذتك مني وانهارت باكية
ضمها أحمد وقبل رأسها واجلسها علي المقعد بحنو وانهمرت دموعه قائلا :
سامحيني يا أمي فأنا أخطأت بعدم الإتصال ومفيش حد ممكن يبعدني عنك أبدا وعلشان تعرفي قدرك سنعود معك اليوم ولن ننتظر لباقي الأسبوع
بفرح شديد أجابته يحفظك ربي يا حبيبي
ويسعدك ويرزقك الذرية الصالحة
يارب يا أمي ويحفظك لي
لحظات أخبر أمل لتجهز الغداء ونغادر
………………………
بصوت متقطع حزين…أمل أنا
قاطعته باكية….سمعت كل شيئ
تزوجنا منذ يومين فقط
ضمني إلي صدره قائلا إنها أمي يا حبيبتي ومتعلقة بي بشدة وبالنهاية هذه شقة أخي وان شاء الله سأعوضك واجعل كل أيامك سعادة فسامحيني
تنهد خالد بقوة قائلا :عجيب أمر أحمد هذا !أيام قليلة وتعودون وتقيمون معها
لماذا التسرع والبكاء وكل هذا؟!
لماذا؟ لأنه قدري ونصيبي من الحزن الذي لا تنفذ خزائنه
عدنا معها إلي شقتها المكونة من حجرتين وصالة بالإضافة إلي حمام صغير ومطبخ
تزوجت بلا اثاث لأنني سأكمل دراستي وأعيش مع والدة زوجي وأحضر لي أحمد الشبكة فقط وكانت أمامه فرصة سفر جيدة لبلد عربي من المفترض أن يسافر بعد زواجنا بشهر وأظل مع والدته
تغير كل شيئ …رفضت سفره واخبرته انه قد يعود فيجدها فارقت الحياه
نجحت في التأثير عليه ورفض السفر واكتفي بالوظيفة الحكومية
كانت تعاملني معاملة جافة
تأخذه في أوقات كثيرة لينام بجوارها لأنها متعبة
وأنام انا باكية
بلغ الأمر بها من الغيرة منعي من ارتداء ملابس قصيرة خارج غرفتي
بالكاد اري زوجي او اتحدث معه بمفردنا
طلبت منه أكثر من مرة أن يجعلني أترك الجامعة لكن أحمد رفض بشدة هذا الأمر
وكانت تضايقني بكلماتها اللاذعة بسبب تأخر الإنجاب خمسة أشهر
كانت تقول لي ان جسدي نحيل ولن انجب أطفالا وأنها حزينة علي ابنها
مكثت يومين أشعر ببعض الآلام والدوار والغثيان فأخذني أحمد للطبيبة
وكانت المفاجأة….انا حامل
أجاب خالد ضاحكا ….مبروووووك
هههههههه أعجز عن وصف ما شعرت به
ان مشاعر الأمومة فعلا ليس لها مثيل
فطرة وضعها الله في قلب الأنثي
اللهم لا تذر أحد فردا وأنت خير الوارثين
مرت أشهر الحمل بتعب شديد مع ذهابي للجامعة ومضايقة حماتي لي
كانت ترهقني في أعمال المنزل رغم تعبي
وجاء اليوم الموعود ….لأذهب إلي المستشفى ليرزقنا الله بطفلة جميلة (هنا)
كانت ملامحها اقرب لوالدها هي بيضاء وعيناها بنيتان
لم أصدق أنها طفلتي
اخذت انظر إليها واتفحصها غير مصدقة
هل هي طفلة حقا مكتملة ؟
هل هي بخير وبصحة جيدة ؟
كان أحمد يعشق البنات وفرح بها جدا وفرحت والدته لكنها لم تتغير وكانت سعادة أسرتي بالغة ايضا وحضرت والدتي و مكثت معي اسبوعا
…………………………………………
فلاش باك
هنا الان عمرها تسعة أشهر وأريد إرسالها عند أسرتي من أجل دراستي فأنا فعلا متعبة
أجاب أحمد بحزن :لأني أردت منذ البداية ان تكملي دراستك سأتحمل ابتعادها عني
لن انسي لك هذا …أجبته في حنو
ووضعت قبلة علي جبينه فابتسم قائلا
نذهب لرؤيتها كل جمعة ان شاء الله ونعود حبيبتي ….ان شاء الله
سافرت هنا إلي أسرتي ليسعد بها جدها بصورة عجيبة
كأنها عوضته فقدانه لي
كان حنونا معها بصورة تعجب منها الجميع…هو من علمها كلمه ….جدو
مرت ثمانية أشهر وانا اواصل دراستي بكلية العلوم وابنتي في امان بمنزل والدي
لتكون المفاجأة الأخرى
أنا حامل
خالد صائحا …حامل؟!هههههههه
كنت صغيرة ولا أعلم شيئا يا خالد
مع ما تعرضت له من مشاكل وحماتي ودراستي وسفر هنا
ماكنت افهم هذه الأمور ولم يشرحها لي أحد
بكيت بشدة هذه المرة ولم اسعد
ماذا سأفعل؟
الدراسة وهنا والبقاء مع هذه المرأة المستبدة
قررت أخذ مسكن خاص بي
كان قرارا نهائيا مهما حدث
مع أحمد أو بدونه
ذهبت إلى محل الذهب وبعت الشبكة وتركت دبلة الزواج فقط
واخذت شقة ايجار قديم لا تبتعد كثيرا عن منزل حماتي….مسافة قصيرة بالسيارة
كانت بلا أثاث …..جدران فقط بلا طلاء
اخذت اقبل الجدران ….ما أجمل الحرية!
الطائر إذا وضعته في قفص من ذهب لن يتناول الطعام وقد يموت حزنا
وانا كنت في قفص من حديد
حاولت حماتي منع ابنها من الذهاب معي
لكنه رفض بشده وغادر معي علي وعد لها بحضوره صباحا ومساءا كل يوم
قبل وبعد العمل
مكثت بالشقة …ليس عندنا الا سرير فقط
وأعلق ملابسنا علي الحائط ببعض المسامير…لكن كنت أشعر بالسعادة
…………………..
جاءت (فرح)
نعم اسميتها انا هذه المرة ….فرح
تشبهني تماما …رائعة الجمال ..بيضاء
خضراء العينين …لها ابتسامة ساحرة منذ
ولادتها…عكس شقيقتها التي كانت تبكي كثيرا
كانت (هنا)و (فرح)….عطايا السماء
عوضني الله بهما في رحلتي مع الشقاء
بعد خمسة أشهر سافرت (فرح)لشقيقتها عند أسرتي لأنتهي من الدراسة
ظل زوجي يذهب لوالدته قبل العمل وبعد العمل يوميا وأحيانا لا يأتي ومكثت بمفردي لا أخرج إلا للجامعة او كل اسبوع اسافر لمنزل والدي لأري أطفالي
تغير والدي حقا بسبب وجود أحفاده
كنت اراه مبتسما علي غير عادته بينما كنت اعاني غصة بقلبي منه رغما عني
………………………..
انتهت الدراسة بسلام
سافرت أنا وأحمد وأحضرنا الطفلتين
فلاش باك
لماذا ترفض والدتك ان تعمل عملا إضافيا ؟!
)هنا)عمرها الان أربعة أعوام و(فرح )اقتربت من إتمام ثلاثة أعوام
ليس عندنا اثاث
اريد التقديم لهم بحضانة جيدة
وانت لا تفكر إلا في والدتك
أجاب (احمد)غاضبا :هي تحتاج رعايتي فإخوتي مشغولون عنها
صرخت غاضبة..وبناتك؟!ماذا عنهما؟
الأم لها قدر وكذلك أولادك وكذلك زوجتك
اين العدل؟
برعايتي لأمي سيعوضني الله خيرا ويبارك في اولادي
لن يجدي نفعا الحوار معك …سأبحث عن عمل
كما تشائين
انا اعطيكي راتبي كل شهر ولا أترك لنفسي إلا القليل للمواصلات
انت لا تبذل ما يجب من جهد ولا تأخذ بالأسباب فأنت تعود من عملك في الثانية ولا تذهب يومين بالأسبوع
بإمكانك العمل فترة إضافية بأي مكان
لن اسامحك علي تقصيرك وسأبذل اقصي جهدي من أجل أطفالي
………………….بصوت غاضب قال خالد
الرجولة لا تتعارض مع البر بالوالدين
هو بهذا مقصرا وبشدة
رعايته لوالدته لن تعفيه من المسؤولية
اعانك الله يا أمل
ونعم بالله هو حسبنا ونعم الوكيل
صدقت خالد…. الرجولة مواقف
مواقف مع الجميع وليست مع فرد فقط
خرجت في الصباح إلي محل الذهب
لأبيع آخر ما تبقي معي …دبلة الزواج
ماعدت اريد هذا القيد في إصبعي
اخذت النقود وذهبت إلي حضانة قريبة من مسكني وقدمت لهنا وفرح ودفعت الرسوم واستلمت الزي الخاص بهما
مبني الحضانةكان به مدرسة إبتدائية بالطابق العلوي
صعدت إلي المدرسة وقابلت المدير وسألته هل المدرسة بحاجة إلي معلمة؟
وكانت سعادتي بالغة عندما أجابني بالموافقة
يحتاجون معلمة للصف الثاني الإبتدائي
وفي هذا الوقت …ولأنها مدرسة خاصة
لا يشترط أن اكون خريجة كلية التربية
تم عمل اختبار لي ونجحت بجدارة نظرا لتفوقي السابق بالدراسة واستلمت الوظيفة لتبدأ مرحلة العمل
العمل من أجل فلذات اكبادي …اجمل ما منحتني الحياة رغم بشاعتها
إلي العمل……..
الحلقة الخامسة ……تبادل الأدوار
بدأت مرحلة جديدة من حياتي
مرحلة العمل …معاناه جديدة ولكن باختياري من أجل اولادي
اخرج مبكرا مع البنتين فأدخلهما الحضانة وأصعد للمدرسة
بعد أسابيع قليلة اصبحت معروفة باجتهادي في عملي مع التلاميذ ومحبوبة من أولياء الأمور لتبدأ عروض الدروس الخاصة
دروس خاصة ؟قالها خالد باستغراب
نعم …كنت احتاج هذا فعلا فالراتب ضئيل وانا أحتاج شراء أثاث ايضا
اصبحت اخرج من الصباح ثم اعود بعد المدرسة لأترك الطفلتين بمفردهما بالمنزل وأغلق عليهما الشقة ثم اخرج للعمل الخاص واعود في العاشرة مساءا
كنت استيقظ فجرا لإعداد الطعام وترتيب البيت وتحضير الدروس للصف الخاص بي
تقريبا كنت لا انام ….بالكاد ثلاث ساعات
……………………..
فلاش باك
انا بموت كل يوم من الحزن عندما أترك هنا وفرح بمفردهما
يكفي ذهابك لوالدتك قبل العمل والإفطار معها وعد للبيت بعد العمل لأطمأن عليهما
أحمد بغضب:لم اطلب منكِ العمل
توقفي عن الدروس الخاصة واكتفي بالمدرسة
أجبته بانفعال :كل هذا من أجل البقاء بجوار والدتك؟!
اين نحن بحياتك؟!
انا اقوم بدورك ….مكاني مع صغاري
بينما انت تطهو وتشتري الطعام وتنظف البيت لوالدتك …هذا ليس عدلا
انت تظلمنا ولن اسامحك
…………………………….
هو مخطئ حقا ….قالها خالد بغضب
كان بإمكانه تنظيم الأمر بينكما
رعاية والدته ورعاية أطفاله حتي تعودي فإنتي تعملي لمساعدته وليس لإثبات نفسك كما تفعل الكثير من النساء
-استمر الحال هكذا وتعرفت علي جارة لي في نفس المنزل تدعي (رشا)اوصيتها بمتابعة البنتين حتي اعود وبالمقابل كنت اساعد أولادها (فاطمة) في الصف الأول الإبتدائي و(علي)في الصف الثالث الإبتدائي يوم الجمعة في دروسهما
فهي ليست متعلمة …وكنت اشتري لهما الهدايا من وقت لآخر .
اشتريت بعض الأثاث الذي نحتاج إليه
اصبحت (هنا)بالصف الرابع الإبتدائي و(فرح)في الصف الثالث الإبتدائي
فاتخذت قرارا هاما ……الإنفصال
أجاب خالد متعجبا :إنفصال؟!
نعم …..تزوجت أحمد بدون مشاعر نحوه
لكن كان من الممكن أن أحبه حقا فهو حنون وتعلق بي بشدة
كان يقول لي أنني طفلته الأولي ثم هنا وفرح
لكن تعامله السلبي بسبب والدته وقف سدا منيعا بيننا ….اصبحت لا أتعامل معه
انام خارج غرفتنا ….ونظرا لظروف مسكننا المتواضع كنت انام علي الأرض
كان قرار الإنفصال والعودة إلي منزل أسرتي……ليعود هو إلي حضن امه ولا يفارقها وأظل بجوار اولادي
كان منزل والدي هو الخيار الوحيد لصالح هنا وفرح
تم الأمر بعد ضغط شديد علي أحمد
وبعد بيع ما بالمسكن من اثاث واعطيت لجارتي جزءا منه تقديرا لرعايتها أطفالي ومساعدتها لي
تم تحويل هنا وفرح إلي المدرسة الإبتدائية قريبا من منزل والدي
مكثت عند والدي عاما بلا عمل
اساعد والدتي في أعمال المنزل ..كان كلامي مع والدي قليلا للضرورة
وكان أحمد يحضر كل اسبوع لرؤية أولاده ويطلب مقابلتي والتحدث معي وأنا ارفض بشدة
لكن وجودي في منزل والدي بلا حول ولا قوة لي وخوفي ان يزوجني رغما عني
جعلني اوافق علي العودة لأحمد بشرط
ما هو هذا الشرط؟ خالد في استغراب
ان اظل في محافظتي ولا اعود إلي القاهرة
نأخذ مسكنا ويسافر هو للعمل ويعود يوميا فوافق علي الفور
لكن موعدي مع السعادة مازال بعيدا
كانت المفاجأة ……ترسله والدته يوم الخميس والجمعة فقط وفي الأعياد
أعطيته الفرصة الأخيرة لكنه لم يتغير
عدت مرة اخري لإعطاء دروس خاصة لأبناء الجيران ثم خلال أشهر قليلة اصبحت معروفة وازداد عدد التلاميذ
وأصبح جدولي مزدحما كل أيام الأسبوع بلا اجازة
الفرق الوحيد هو تواجد هنا وفرح عند أسرتي وانا بالخارج لهذا كنت أشعر بالراحة والهدوء
لم احاول ابدا معرفة أي شيئ عن مصطفي ….اصبح مرتبطا بداخلي بالألم وضياع حياتي
استمرت السنوات….وانا اعمل بجد
لم اكن ملتزمة …كنت متبرجة حتي نهاية الجامعة ثم ارتديت حجابا صغيرا ملونا
وكنت أرتدي الجينز والكوتشي لسهولة الحركة والسرعة ….فأنا بالغة السرعة
خاصة ان وزني مثالي ….صغيرة الحجم
لا ابدو اما …يعتقد الكثيرون اني لم أتزوج…اشبه الأجانب في الشكل والأسلوب
وصلنا إلي مرحلة الثانوية العامة
ماذا تقولين؟!قالها خالد بفزع
هنا وفرح في الثانوية العامة
نظام العامين ….الصف الثاني والثالث الثانوي كلاهما ثانوية عامة
-لا أصدق فعلا ….كم عمرك؟
سأخبرك في نهاية القصة …فصبر جميل
ورثت كلا من هنا وفرح مني الذكاء والتفوق الحمد لله
في هذه الأثناء وهذه المرحلة الهامة والحرجة كانت فرصتي للإنفصال نهائيا بلا عودة
كانت فرصتي للضغط علي والدهما …هددت بالرحيل ولن يعرف أحد مكاني ووقفت البنتان بجواري ضد والدهما حتي تم الإنفصال
هذه المرة انا اقوي …معي عملي ومسكني
لن اعود لوالدي …انا حرة
أكرمني الله وعوضني خيرا
التحقت هنا بكلية الصيدلة وفرح بكلية العلوم قسم كيمياء
أجاب خالد بفرح:ماشاء الله
-تزوجت هنا من زميلها بكلية الصيدلة وتزوجت فرح زميل شقيقتها ايضا بكلية الصيدلة
ساعدت مع والدهما في نفقات الزواج
عامين متتاليين
سافرت كلا منهما مع زوجها إلي بلد عربي للعمل ويحضرون شهرا بالعام اجازة
رزق الله هنا بطفلتين (ريماس)و(كنزي)
ورزق فرح بطفلين(ادهم)و(عبد الرحمن)
انا الآن يا خالد عمري (خمسون عاما)
وعندي أربعة أحفاد
اعيش بمفردي في مسكن بالإيجار
مازلت أعطي بعض الدروس ولي معاش من والدي رحمه الله
ووالدتي تعيش بمفردها في منزل العائلة
لكن المنزل مفتوحا لإخوتي وزوجاتهم وأولادهم….
رغم كل ما حدث إلا أنني ابدو في الثلاثين من عمري ….يتقدم لي الكثيرون
اصغر مني ….منهم من لم يتزوج ومنهم من توفت زوجته ….ومن يريد زوجة ثانية …وانا ارفض منذ ثلاثة عشر عاما
اصبحت أفضل كثيرا …اكثر التزاما
عندي مكتبة كبيرة …تعلمت تجويد القرآن الكريم والتفسير ….اصبحت طالبة علم
لم يكسرني كل ما حدث…ازددت قوة وصلابة…امنح كل من حولي البهجة
تبرعت بكليتي لفتاة قريبة
لأسرة تلاميذ
خالد صائحا ….تبرعتي بكليتك فعلا؟!
نعم …كانت تحتاج لي …وقف الجميع ضدي ولم اتخلي عنها …وانا بخير حال وهي ايضا
حدث هذا قبل انفصالي
وإذا احتاج لي أحد الان لن اتخلي عنه ايضا
امل ….خالد في حنو
-نعم
اريد ان اتزوجك
الحلقة السادسة ……القناع
The Mask
لحظات من الصمت توقفت معها الكلمات
(لا أصدق ما سمعت حقا..قلتها في نفسي)
أمل …خالد في حنو
لا أريد إجابتك الآن
سأحكي لكِ كل شيئ عني أولا
وأتمني أن تقبليني زوجا يعوضك كل هذا العناء …احتاج لكِ أكثر من احتياجك لي
عشت معكِ كل كلمة وكل حرف وكأنني اراها رأي العين ….تألمت لأجلك وسعدت بسعادتك
احببت روحك وقلبك …احببت حزنك
-بصوت خافت مرتعش فقد خارت قواي
وأصبحت اسمع ضربات قلبي تنبض بقوة
اسمعك خالد
-انا في بداية العقد الثالث من عمري
صورتي علي حسابي كما تعرفين
من أسرة متوسطة الحال
انا أكبر الأبناء ..لي شقيق يصغرني بثلاثة أعوام (محمد)(وشقيقة في الثانوية العامة )….اسمها (منى)
اعمل بالتدريس فأنا خريج كلية التربية قسم رياضيات
اقيم بالقاهرة ….لا احب الدروس الخاصة
لأني أجدها مخالفة شرعا
اساعد كل تلميذ يحتاج لمساعدتي بالمدرسة أثناء حصص الراحة بالنسبة لي
بدون مقابل مادي والحمد لله
أشعر بالحزن علي بلدي وعلي أمتي ومايحدث بها من ظلم وقتل وفساد
حزين علي ضياع هويتنا الإسلامية
انا روتيني بطبيعتي .. اذهب للعمل صباحا واعود للبيت ..لا اخرج كثيرا
أحب الهدوء …أحب الوحدة
أعشق القراءة….. أحب الكتابة كما تعلمين ….أعبر بها عما بنفسى وأرسل الرسائل التى أعجز عن قولها…القلم صديقى الوحيد ….صديقى الوفى
اتمني ان تصل أعمالي إلي الجميع
استمرت حياتي هادئة حتي تعرفت عليها
-بصوت خافت فما زلت في حالة صدمة وعدم توازن …تعرفت عليها ؟
يبدو أنه موعدك مع الحب انت ايضا
الجميع يريد أن يقع في الحب
ولكن………..
اعتقد انهم يحبون فكرة الحب
لو نظرت إليه من الخارج سيبدوجميلاً جداً ولكن داخله مخيف لأنه يمكن أن يستولي على حياتك.
إنه العاطفة الأكثر قوة و ظلاماً بنفس الوقت.
يمكنه أن يرفعك لأعلي لأيام، و فجأة باستطاعته أن يربط مرساة حول رجليك
و يغرقك في أقل من ثانية(فهمت هذا المعني الآن وأتفق معه بشدة)
………………..
فعلا …هذا أجمل وصف عن الحب
قالها خالد بحزن
-تابع خالد قائلا :كان موعدي مع الحب والألم معا
(ملك)..فتاة رائعة …تخرجت من كلية الصيدلة..نحن جيران في حي واحد
وشقيقها (مروان)صديق لي
والدها علي المعاش …يحبني كثيرا
علي العكس تماما … والدة ملك
هي العمود الفقري للأسرة والحاكم الفعلي لها ..انسانة متسلطة …كل مقاليد الأمور بيدها
والد ملك لا حول له ولا قوة امامها
كانت ترغب في زواج ملك من طبيب مثلها ولهذا كانت تعاملني بجفاء لأفهم اننى غير مرغوب بي
-لماذا يقف الأهل أمام سعادة أبنائهم هكذا ؟!
بالسابق والدي والآن والدة ملك
فكر عقيم …صراع اجيال غير متكافئ
أجبت بغضب شديد وألم
واقع مؤلم فعلا …ندفع ثمنه باهظا يا أمل ….أجاب خالد بصوت مختنق
اتفقت معها أن أتحدث مع مروان ليكون داعما لنا في إقناع والدته
…………………………….فلاش باك
-اخبر والدك بحضوري اليوم الساعة السابعة مساءا
فأنا لن انتظر حتي تدعوني إلى حفل زفافها
المواجهة أفضل من الهروب والإنتظار
لن تهدأ والدتك إلا بعد العثور علي الطبيب المنتظر
-اطمئن يا صديقي …أجاب مروان في حنو سأحدثهم اليوم بعد عودتي ونتعامل مع الأمور في حينها
قد تلين والدتي أمام إصرار ملك وتمسكها بك ….
……………………………
فلاش باك *
رن جرس الهاتف
صوت بكاء
ماذا حدث يا ملك ؟أجيبي
-لا تحضر…لا تحضر
أجابها بصوت غاضب :لماذا؟
هل رفضت والدتك؟
تم ترتيب موعد مع صديقة لوالدتي وابنها
لزيارتنا ….تم الأمر رغما عني
تشاجرت مع والدتي وارتفع ضغطها وسقطت علي الأرض
وأحضر مروان لها الطبيب الذي أوصي بعدم تعرضها للإنفعال مع الراحة وتناول الدواء…
اتصل مروان بهم وتم تأجيل الزيارة يومين حتي تتحسن والدتي
ووالدي يجلس بجوارها ولا يفارقها
لو حدث لها مكروه لن اسامح نفسي
سامحني….أجابت باكية وانقطع الإتصال
………………………………….
يا الله …..وكأنني أتذكر ما حدث لي أيضا وما شعرت به من ألم
بعد رفض والدي
صمت خالد لحظات …ثم تنهد بقوة قائلا :
إن الشعور بالعجز مؤلم حقا
لم أتخيل حياتي بدونها …لا أصدق انني فقدتها بعد كل هذا الحب …لتتركني جسدا خاويا بلا روح
علمت من مروان بعد ثلاثة أيام انقطعت فيها ملك عن التواصل معي …لا تجيب اتصالي بها ….انه تم تحديد موعد الخطبة والزواج خلال شهرين فالعريس
طبيب وعنده المسكن والعيادة ويريد إتمام الزواج سريعا
وتم كل شيئ ….توقفت حياتي بعد هذا التاريخ ….فقدت الشعور بالأشياء
اصبح الحزن اسلوب حياة
جسد طليق لمن يراه …..لكنه في القفص يريد الهواء ….انا في سجن بداخلي تحيط بي اسوار نفسي
بالكاد اتنفس واتكلم ….بالكاد اعيش
انهمرت دموعي بشدة ونسيت آلامي
صرت لا أشعر إلا بحزنه وألمه
لا أتحمل آلام الآخرين …..عندما شعرت بآلام (عبير )مريضة الفشل الكلوي
ورغبتها في إتمام زواجها بعد تأخره بسبب مرضها…..وخوفها من فقدان الإنسان الذي أحبته…..اعطيتها كليتي
فماذا سأقدم لخالد؟
وكأن خالد شعر بما يدور بداخلي وأراد مساعدتي في إنهاء الصراع
-احتاج إليكِ بشدة
اريد ان يمد كلا منا يده للآخر
نتجاوز الألم ….
تستحقين السعادة ….بائع الورد ينتظر من يمنحه وردة رغما عن كل هذه الورود بيده …….
أجبته بحزن :لن يرحمنا أحد
انا أكبر منك بفارق كبير
ماذا أقول لأولادي وازواجهم واسرتي وكل من حولي؟!
ماذا ستقول لأسرتك وانت الأبن الأكبر؟ينتظرون رؤية أولادك
-لن نخبر أحدا فأنتي ثيب تزوجتي من قبل ولا تحتاجين ولي من أسرتك
سنذهب لمحامي صديق لي يجهز لنا الأوراق اللازمة وأحضر معي صديقين مقربين لي
عادل واسامة ليشهدا علي الزواج وتوقيع الأوراق التي تضمن حقوقك
ولي مسكن اعيش فيه بمفردي لأنه قريب من عملي و لأستطيع الكتابة في هدوء بعيدا عن أسرتي
سأخبر صاحب المسكن أني تزوجتك لنشعر بالأمان
وعملي؟ أجبت بقلق
اعمل كل يوم ..التزمت بهذا العام الدراسى وعندي إلتزامات بجانب إيجار شقتي
-سأتحمل حتي نهاية الدراسة
نكتفي بيوم في الأسبوع وأي فرصة حسب ظروفك نتفق عليها
إذا أكرمني الله ونجحت أعمالي وتحسنت أوضاعي سنخبر الجميع
ونوثق الزواج رسميا
وتأكدي اني صادق معك ولن اخون ثقتك بي وإذا فكرت بالزواج من أجل الإنجاب
سأخبرك أولا….
-انت لا تعرف كيف يبدو شكلي؟
-سأعرف بالطبع لكن …جمال الروح والقلب أهم من الملامح التي تتغير مع الوقت
من حقك ان تري وجهي سأرسل لك صورة بحجابي يظهر بها الوجه…..لحظات سريعة
هل وصلت لك عبر الواتس ؟
-نعم ….ليتكِ ما كنتِ بهذا الجمال!
انا لست وسيما….شاهدتي صوري
الرجولة مواقف وليست ملامح
والد اولادي كان وسيما جدا …لكن ازمتي معه كانت رجولة ….لم أشعر بالأمان بجواره …..تركني للخوف والوحدة…..كنت انا الرجل
انتظر رأيك في النهاية ….
نعم ….اريدك زوجا لي …اجبت علي الفور
ضحك خالد بشدة قائلا :موعدنا مع السعادة بعد غد ….سأنتظرك في القاهرة
لنذهب إلي المحامي معا ثم إلي البيت
اتمني ألا استيقظ صباحا فأجده حلما
ضحكت بصوت مرتفع قائلة وانا ايضا
-ما رأيك نظل مستيقظين حتي موعد زواجنا ؟قالها خالد وهو يضحك بسعادة
ضحكت أنا أيضا لينتهي الإتصال الذي استمر ساعات لم نشعر بها
علي موعد مع السعادة
الحلقة السابعة …..الصدمة
-لا أصدق انني استعد الان للخروج لمقابلة خالد لأول مرة …لأتزوجه
قلبي لا يتحمل ما أشعر به …كن معي يا الله
أعددت كل ما ساحتاج إليه في الحقيبة لأظل هناك حتي صباح الغد
لا أصدق انه هو…..
حمدا لله علي سلامتك …قالها خالد بحنو
هل تأخرت عليك؟ أجبت في خجل وتوتر
-لا. وصلت من دقائق

الجميع ينتظروننا بمكتب المحامي منذ ساعة
سنذهب الان ليتم الزواج
هل مازلتِ توافقين ام تغير رأيك بعد رؤيتي ؟قالها خالد وهو يضحك
امامك دقائق قليلة لإعادة التفكير
وتعالت ضحكاته…كان يبدو سعيدا

أجبت ضاحكة …مازلت علي رأيي

انتهت إجراءات الزواج وتوقيع الأوراق
ثم ذهبنا إلي الشقة بعد شراء الطعام والمشروبات.
شقة صغيرة وأثاث متواضع للغاية لكن احببتها فور دخولي

السعادة شعور ينبع من داخلنا وينعكس علي ما حولنا
السعادة قناعة ورضا
دقائق قليلة غيرت فيها ملابسى وتزينت
ما أجملك حقا!
قالها خالد وهو ينظر لي مبتسما
هل قال لكِ أحد أنك تشبهين الأجانب ؟
مع هذه الخصلات الذهبية بشعرك وعيناكِ الملونة بلون الخضرة
ابتسمت في خجل …نعم كثيرا فعلا منذ صغري يعتقد من يراني اني لست مصرية
…………….
مضي اليوم جميلا
شعرت اني عروس حقا ….جذب انتباهي تجاهل خالد للصلاه وكلما سألته يقول لي …بعد قليل ..اعتقدت انه أكثر التزاما من ذلك خاصة بعد رفض الدروس الخاصة وعدم تجاوزه معي بالكلام
الصلاه هي صلة العبد بربه من أقامها أقام الدين ومن أهملها اوتركها علي خطر عظيم
في الوقت نفسه .. لا يترك الهاتف من يده حتي وهو يأكل او بداخل الحمام
حبيبي ..يبدو أن الهاتف هو زوجتك الأولي واخذت اضحك
-لا شأن لكِ بالهاتف ….تعلمين أن الكتابة حياتي وأريد أن يكون لي شأن عظيم واحتاج مساعدتك ووقوفك بجواري
ولا اريد ان تفسد الغيرة حياتنا
تعلمين ان كل من يتابعنني غالبا نساء
النساء هي التي تقرأ وتشتري الروايات
يجب أن أتعامل مع الجميع بلطف
لكن في نظري ….كلهن عاهرات
صدمتني الكلمة فعلا ….عاهرات؟!
نعم…..إلا من رحم ربي
أخبرتك اني لن اخونك ولن اتزوج بدون علمك فاطمئني ولا تشغلي بالك بمنشوراتي وما اقصد منها او أنها تمثلني
فأنا كاتب ومن لحظة لأخري بحال
ولا اريد رجالا علي صفحتك …ولا جدال في هذا
-غادرت في صباح اليوم التالي وانا أشعر بالسعادة…ماعدا بعض الضيق من اسلوب خالد الذي تعجبت منه وتجاهله للصلاه
اتصال هاتفي …..وعليكم السلام حبيبتي
اريدك في أمر هام يا إيمان
سأنتظرك اليوم في الخامسة ……
إيمان هي اعز صديقاتي واقربهم لقلبي
احتاج ان اخبرها كل ما حدث
اريد من يشاركني هذا الأمر لأشعر بالراحة
وفي الوقت المحدد
اهلا حبيبتي…كيف حالك ؟
-بخير الحمد لله يا أمل…اشعر بقلق من اسلوبك بالهاتف ونبرات صوتك وإصرارك
علي حضوري الآن
بعد إنتهاء الحديث ….لا أصدق ما سمعت
تزوجتي عرفي….خالد …من علي الفيس
خلال يومين……اشعر أني لست بخير
-تعلمين ظروفي كلها
شعرت انه يحتاج لي …هو موهوب حقا ومختلف ..يحتاج فرصة وسيكون له شأن فرق السن بيننا كان مانعا لإعلان الزواج
لن تقبل أسرتي وأيضا اسرته
أردت أن تشاركيني هذا الأمر فأنت اعز صديقاتي فسامحيني
-اتمني لكِ السعادة فانتِ تعبتي بشدة
لكن أخشى من هذا الزواج السريع العجيب ….انتِ لا تعرفين هذا الشاب جيدا
متابعة صفحته وكتاباته أمر غير كافٍ للحكم عليه
هذا عالم إفتراضي ….متعدد الوجوه
انا بجوارك ولن نبكي علي اللبن المسكوب
قضي الأمر ونأمل خيرا.
مرت الأيام وانا اذهب إلي خالد يوم الجمعة من كل اسبوع ثم اسافر صباح اليوم التالي
اتصال هاتفي……
افتقدك بشدة حبيبي ..لماذا لم تسأل عني
اراك علي المنشورات لساعات
تمزح مع متابعات صفحتك ولم تفكر بالإتصال بي؟!
أجاب خالد بصوت مرتفع هنبدأ مثل كل يوم …اخبرتك لا تتدخلي في اموري
تجاهلي الفيس ….لا تهتمي بمن عليه
ده شغل ولصالحي
-وانا ؟احتاج ان تهتم بي ايضا وتسأل عني وانا بعيدة عنك وبمفردي
امل …قالها بصوت حاد
اغلقي الهاتف
خالد …انتظر
انقطع الإتصال …….
لا أصدق انه اغلق الهاتف
انهمرت دموعي …لماذا يحدث لي كل هذا ؟إلي متي احاول التظاهر بالقوة ؟
لماذا أشعر أن نصيبي من الحزن يفوق نصيب العالم مجتمعا !
توضأت وجلست اصلي وأدعو
لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين
-بدأت اقرأ اذكار النوم…رن الهاتف
انه خالد
آسف ….قالها بصوت منخفض
انا اعصابي متعبة وأخبرتك كثيرا لا تتسرعي في رد فعلك ولا تسخري من تصرفاتي
لأنني سأتحول إلي أقبح انسان ممكن تعرفيه ….ساكون بلا اخلاق
انا رجل ولست مثل أحمد ولن اكون مثله
انتهي الإتصال وأنا أشعر بصدمة من كلماته ….اسلوب صادم لكاتب مثقف
شعرت لأول مرة انه أناني
لا يفكر إلا بنفسه وما يريد وفقط
عنده كبر في مشاعره
لم يعد يرتدي قناع المثالية في التعامل
انا الآن امام الوجه الحقيقي…الله المستعان
رغم كل هذا أشفق عليه ولا أعلم لماذا
أشعر انه يحتاج وجودي انا تحديدا بجواره ويجب أن اصبر عليه
مرت عدةأشهر وقفت بها بجواره
حتي بدأت أعماله تجد صدي وأصبح له مؤلفات ورقية بجانب الإلكترونية
وتم تحديد لقاء تليفزيوني معه كموهبة شابة يتحدث عن إحدى رواياته الناجحة التي سيتم ترجمتها إلي عمل في شهر رمضان المبارك
بعد تسجيل العمل وعرضه
بدأت الفجوة بيننا تكبر

– اريد ان احضر وامكث معك يومين
فأنا افتقدك بشدة
ازداد انشغالك الفترة الماضية وقد يمر اليوم بدون ان نتحدث
رغم رؤيتي لك علي الفيس
لا …ليس الآن
عندي لقاءات هامة وليس عندي وقت فعلا وإذا حضرتي سأتركك رغما عني وأخرج

-بالتوفيق يارب …اريد أن أطلب منك شيئا بدون غضب

-تحدثي سريعا فأنا مشغول

-ازداد مزاحك مع المتابعات علي المنشورات وأكثر من رد علي التعليق حتي ساعات الصباح الأولي
تحتاج إلي الراحة وأيضا عدم التجاوز هكذا
ماكنت اعتقد ان كلماتي هذه سيقابلها كل هذه الإهانات والسباب لي ولأسرتي….لا أصدق انه يسب الدين
-واعلمي جيدا انك لو تركعين وتسجدين لي ثم تدخلتي في اموري وعملي هكذا
لن تجدي مني إلا الإهانة

-أريد الطلاق
الحلقة الثامنة …..الوحش
ماذا تقولين؟قالها بغضب
-اريد الطلاق…لا أريدك .لست إنسانا
ما هذا الجبروت ؟أشعر بالقهر وكأننا في عصر العبودية
-قهر ؟حسنا
لن أطلقك….وكأننا نصاري….ليس بديننا طلاق
لا أريد أن اسمع هذه الكلمة

-لا أصدق انك خالد الذي تابعته بإعجاب
والذي تتابعه النساء بشغف
شتان بين قلمك ولسانك!
انت من تتحدث عن المرأة وسعادتها وحقوقها ….أين حقي؟!

-تعاملي بأدب وبلا تسرع أو تدخل بأموري
ستجديني كما ترغبين
أخبرتك هذا كثيرا
واعلمي اني لن أطلقك ولا تجعليني أخبر أسرتك الكريمة كل شيئ ومازلت احتفظ بصورك التي ارسلتيها لي ولم احذفها

-اجهشت بالبكاء غير مصدقة
تهددني بصوري التي ارسلتها لك وانا زوجتك ؟وأخبرتني انك رأيتها ثم حذفتها ؟
من الرجولة انك تهدد زوجتك ؟

انت حقا بلا اخلاق ولا دين
كان يجب أن اعلم هذا من تارك للصلاة
ومن يسب الدين وأعراض النساء
………………………………..
يا الله …إليك المشتكي وانت ارحم الراحمين ….إلي من تكلني وليس لي سواك ….انت حسبي ونعم الوكيل
استغفرك واتوب إليك فاغفر لي وارحمني
لقد رأيت ظلمه معي فأرني عدلك فيه
……………………..
لعنة الله علي النساء
لعنة الله علي العالم …هي لعناتي اهديها إليكم …..ابصق غضبي عليكم جميعا
انا القادم بلا هوية ….بلا قلب
يلاحقني شبح الماضي …ضياع الحب و غدر الأصحاب …الخيانة
انظروا لي جيدا ….راقبوا خطواتي اصنع المجد
وعندما أصل….سأقتلكم جميعا واضحك

((يالها من كلمات تحدث بها خالد لنفسه))

-اتصال هاتفي …..اخبرتك أكثر من مرة توقفي عن إرسال رسائل بالخاص مستفزة وإلا ستجدي مني امورا لن تسعدك أمام أسرتك ….خالد متحدثا بغضب
-كفاك تهديدا لي …ماذا فعلت لك لتعاملني هكذا؟ لم اطاردك فأنت من عرض عليا الزواج
وقفت بجوارك وتحملت الكثير من الإهانات حتي اصبحت معروفا ولك إصدارات عديدة تحمل اسمك
انا من شجعتك علي الإستمرار وتحملت مكالماتك مع النساء بالساعات في اليوم الذي أراك فيه كل اسبوع في الوقت الذي تسبني وتسب أسرتي إذا شاهدت أعجابا أو تعليقا من متابع لا أعرفه

هل جزاء الإحسان إلا الأحسان؟!
تعطي نفسك كل الحقوق ولا تمنحني أي حق …حتي الكتابة إليك لأخفف عن نفسي وما بي من ضيق …تعاقبني عليها
انت ظالم حقا
اشفقت عليك وأحببتك وحاولت احب عيوبك واتحملها وأدعو لك بالصلاح
تمسك بهاتفي و تسأل عن كل اسم ورقم
تهينني إذا اتصلت بي وكانت الشبكة غير متاحة وقد اتصل بك وانت باتصال لساعات وإذا سألت مع من تتحدث ؟
تقول لي انه عمل ولا شأن لكِ
وقد اتصل بك فلا ترد او تلغي الإتصال
لماذا لا ترحمني وتطلقني وتفعل ما تشاء
انا اموت حزنا بسببك كل لحظة وعملي تدهور وخسرت كثيرا
-انا متمسك بكِ لكن يجب أن تتغيري
فأنتِ تريدين ذكرا تقوديه وليس رجلا
-انا ؟أجبت باكية ….لن اسامحك حتي اموت
-وانا ايضا غاضب عليكِ فاستعدي لسخط الله ولعنات الملائكة
-الله!…انت تعرف الله ؟!
-حسبي الله هو المنتقم وهو بيننا
-أجاب خالد بغيظ ….توقفي عن الدعاء عليا أخبرتك كثيرا
-غدا يوم الجمعة …سأحضر إليك لتطلقني ونمزق الأوراق….ولن اضايقك
-لن تتغيري ابدا …انا عندي مواعيد كثيرة
اصبري قليلا وسافعل ما تريدين
انا في مرحلة هامة ..لا تفسدي كل شيئ
نعطي أنفسنا فرصة أخيرة فأنا احبك لكن بطريقتي
-ليتني كنت متابعة لصفحتك كما كنت بالسابق…انت تسعد متابعاتك وتتحدث معهن وتمزح معهن ….تظهر مثاليا رائعا وفتي أحلام الكثير منهن
لن يصدقن حقيقتك والعجيب أن أميرة زوجة عادل صديقك صديقة بحسابك وعندما أرسلت لها طلب صداقة وهي تعرف أني زوجتك وحضرت زواجنا مع عادل عند المحامي ورغم هذا رفضت طلبي ….ما السبب؟

انطلق وابل من السباب لأميرة ولي ولكل النساء علي صفحته
-كفاك سبابا ….توقف ….اغلقت الهاتف
وانفجرت باكية
……………………….
سأذهب غدا ارتب له المكان فهو غير منظم وأطهو له الطعام واجعلها مفاجأة قد تسعده عندما يعود فأنا افتقده وافتقد الشقة
ستكون آخر فرصة امنحها له
رن هاتفي ….إيمان حبيبتي..تشعرين بي
كم انتي صديقة غالية …الصداقة لا يعوضها شيئ
-كيف حالك …انا مقصرة معك بسبب الأولاد والمدارس والعمل
طمنيني …اخبارك ايه انتي وخالد؟
– اجبتها بحزن :طلبت الطلاق
طلاق ؟ أجابت بدهشة
-ساخبرك بكل ما حدث
……………………
ده انسان غير طبيعي …اجابت إيمان بغضب شديد
هل أخبر ممدوح زوجي ليتحدث معه
نحتاج رجل يظهر معنا في الصورة
-لا ..لا تخبري ممدوح….لن استطيع التعامل معه إذا عرف وهو عصبي مثل خالد وقد يحدث صدام بينهمالا نعرف عواقبه
-انا قررت السفر غدا لتكون مفاجأة له…عنده موعد بالخارج
اذا صارت الأمور بصورة جيدة وشعر بخطأه واعتذر لي سانتظر واصبر قليلا
او سأجعله يطلقني
رأي صائب …انتظر اتصالك بي لأطمأن
وإذا حدث منه تجاوز اتصلي وسأحضر
مع ممدوح
-تسلمي لي حبيبتي الغالية
– الحمد لله بخير يا عادل
ان شاء الله سيتم عرض الرواية في شهر رمضان …تم إعداد كل شيئ
دعواتك لي ..انت أخ وليس مجرد صديق

-الحمد لله اسعدتني
بالتوفيق يارب ونحتفل بك احتفال علي مستوي الحدث …اجاب عادل ضاحكا

-لن انسي لك وقوفك بجواري
اعطيتني النقود لتوقيع عقد اول رواية والكثير من المواقف التي كنت الأقرب لي عندما تخلي عني الجميع

تغير صوت عادل قائلا …نقود؟
لا أريد أن اسمع هذا الكلام ..لست مدينا لي ابدا …انت اخي
عندما أنجبت أميرة طفلنا اسميته خالد
لأجلك..اتمني يكون مثلك يا صديقي

ربنا يبارك فيه ويحفظه ..ابلغ أميرة سلامي
-ان شاء الله واتمني ان تكون امورك مع امل بخير حال
-الحمد لله …انت تعرف النساء …ناقصات عقول …لكن قافلة الحياة تسير
-ربنا يصلح الحال حبيبي
لا تتاخر في الإتصال..اعتدت ان اتصل انا بك وأسأل….اتصل ولو بالخطأ
-أجاب خالد ضاحكا

ان شاء الله عندما اتصل بأمل
ساطلب رقمك انت بالخطأ
وضحك كلاهما
…………………
الساعة 3 عصرا
اكيد خرج لموعده
اين المفتاح ؟! لا اعلم لماذا نحب نحن النساء ان تمتلئ حقائبنا بالكثير من الأشياء ؟!
ما هذا؟….اسمع ضحكات إمرأة
لا أصدق….ماذا افعل ؟
قدماي لا تقويان علي حملي وأشعر بدوار
صوتها مألوف لي لكن لا اعلم فعلا
سانتظر أسفل البيت
من المؤكد أنها ستغادر أي وقت
ساعدني يا الله
مضت ساعة كاملة ثقيلة علي نفسي كانها أعوام
وانا اقف علي مقربة من البيت
ما هذا ؟لا أصدق
إنها هي …اميرة زوجة عادل
الحلقة التاسعة….الهدوء الذي يسبق العاصفة
توقفي ايتها الدموع اللعينة…توقفي
آمرك …ساطلق لكِ العنان وقتا آخر
مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط وأنت صامت من شدة القهر
اعد لي قلبي القديم يا الله
اعدني جميلة كما خلقتني لا تحزنني المواقف ولا الخذلان
اعدني مطمئنة بوجه لا تبدله الكلمات ولا تربكه المواقف
اهدئي يا نفسي وانصرفي الآن
احتاج قوتك
اي وحش أحببت ؟!ما هذه النفس الخبيثة التي تسكنه ؟!
وما كل تلك الكراهية التي تسكن قلبه؟!
هل لأنه حرم من حبه وهجرته حبيبته،
ام بعده عن الله وترك الصلاة ،
ام طبيعته الخبيثه وحقده ضد البشر وحب الذات والكبر؟!فهي صفات تأصلت به وامتدت جذورها وتمكنت من كل شريان ووريد بجسده
هل تغذي علي البغض وحب الأنا؟!
تقف كلماتي عاجزة عن وصفه حقا
لماذا تزوجني رغم كل ما قصصت عليه من عناء وألم فأنا لم اطارده
هل كنت صيدا سهلا له؟!
اقف بجواره وأقوم بخدمته ورعايته
كيف يتخلي الإنسان عن ضميره هكذا ؟!
لم يسلم منه صديق عمره
اي وحش هذا الذي لا يراعي حرمه اعز الأصدقاء ومن وقف بجواره ومنح اسمه لطفله؟!
لقد خلع رداء الإنسانية وارتدي الخِسة بكل معانيها
ولن يصدقني عادل فهو اعز أصدقائه وهي زوجته وأم ولده وانا ؟انا امرأة لا يعرف عنها إلا زواجها العرفي من صديقه
سيعتقد انني اريد إفساد علاقتهما انتقاما من خالد لمشاكل معه ولم أجد إلا هذه الطريقة المبتذلة
ستظهر أميرة بصورة الضحية وخالد ايضا
لابد من هدنة مع الجميع لإلتقاط الأنفاس
اتصال هاتفي *
انا بخير حال يا إيمان ،كانت سعادة خالدبرؤيتي بعد عودته بالغة
اعتذر لي وقضينا وقتا رائعا واخذت منه وعدا انه سيتغير فهو يحبني كثيرا
-الحمد لله حبيبتي اسعدتيني
اتمني ان يتعرف علي ممدوح ونصبح أسرة واحدة
-ان شاء الله قريبا
احتاج منك أمرا صديقتي ؟!
-تؤمري يا قلبي أجابت بحنو
-اريدك ان تحضري صباح غدا ومعك فستانك الأسود الرائع الذي حضرتي به زفاف صديقتنا دينا الأسبوع الماضي
اريد ان ارتديه لخالد
-ضحكت إيمان بصوت مرتفع قائلة :
ما أسعدك يا خالد !
-اريد ان اكون مميزة ومختلفة وكأننا سنخرج معا في نزهة
-اسعد الله قلبك وحياتك حبيبتي
سأحضر صباحا قبل عملي
اغلقت الهاتف وأنا أتعجب من هدوئي
ابدو مثل كرة الثلج بينما يحترق قلبي
الحرب خدعة ،حقيقة لا تحتمل الإنكار
أمسكت بالهاتف وعلي وجهي ابتسامة النصر في معركة لم تبدأ بعد
ابتسامة وقفت سدا منيعا بيني وبين الدموع
هذا رقمه .كم كنت اعشق هذا الرقم الذي حفظته مع صورة له احب رؤيتها عندما يتصل بي
كيف حالك حبيبي ؟
الحمد لله .لست بمزاج يسمح بالشجار يا أمل
شجار؟! أردت الإطمئنان عليك والإعتذار
اعطني فرصة أخيرة لأكون كما تريد
لن أتدخل في شؤونك ولن أغار ولن اتفوه بكلمات لاذعة تضايقك …ساكون لك أفضل مما تريد
-أجاب بحنو :كم انا سعيد بكلماتك يا حبيبتي فأنتِ حياتي وما كنت لأتحمل فراقك
-أجبت بصوت عذب ورقة بالغة
كم احبك واشتاق إليك
لم اراك منذ أيام وكأنها سنوات
أجاب بلهفة وصوت يفيض شوقا وانا ايضا اتمني لو كنتِ معي الآن
-بضحكة عالية تخطف القلوب
الآن؟! لقد تأخر الوقت
سأحضر غدا لأقضي معك يوما لن تنساه
سأعوضك كل ما مضي
ساتجاوز كل ما يضايقني فأنا لا اطيق فراقك
موعدنا غدا مع الحب
اتمني ان تؤجل أي موعد
اجعل الغد لي
هل أنجزت اليوم كل مواعيدك التي أخبرتني بها؟!
-أجاب بصوت مضطرب
نعم .كان يوما شاقا
عدت منذ قليل واحتاج قسطا من الراحة قبل حضورك
-وانا ايضا حبيبي احتاج للراحة أكثر من أي وقت
تصبح علي حب
اغلقت الهاتف غير مصدقة لما افعل
هل أصابني الجنون ؟
هل انا بخير ؟ لا لست بخير
لكن ساكون بخير
اريد ان أكتب رسالتين في غاية الأهمية قبل نومي
وبعد الإنتهاء اخلد للنوم لأستيقظ مبكرا
امامي يوما هاما اريد ان ابدو بأجمل صورة
الحمد لله انتهيت من كل شيئ واتمني ان اخلد للنوم فأنا لا أصدق اني سأقابله بعد كل ما حدث وكيف ساتعامل معه ؟!
اريد ان ابدو طبيعية رغم خيانته
فلاش باك*
-اعدك حبيبتي اني لن اخونك
كنت صريحا معك منذ البداية ولن اتزوج بدون علمك ولكن لا افكر في هذا الأمر الآن …..قال خالد هذه الكلمات بثقة وثبات جعلني أصدق كل كلمة
كم انا بلهاء لا اتعلم !
اعني علي نفسي يا الله فأنا متعبة
سأردد اذكار النوم ثم انام
دقت الساعة السابعة صباحا ومعها دق جرس الباب
إنها إيمان فهي ملتزمة في مواعيدها بشدة
-اهلا حبيبتي صباحك سعادة لا تغيب
-أجابت إيمان بإبتسامة رائعة
صباحك حب
احضرت الفستان ومعه بعض الإكسسوارات المناسبة معه
-نظرت لها وانا أقاوم عبرات تريد أن تنهمر من عيني وقمت بإحتضانها بسعادة
قائلة:حفظك الله صديقتي الغالية
ماعهدت منك إلا كل خير منذ عرفتك
-أجابت والدموع في عينيها وأنتِ ايضا كنتِ نعم الصديقة
لماذا أشعر انك تودعيني يا امل؟!
هل تخفين عني شيئا ؟!
-حاولت جاهدة الثبات وإبعاد عيني عن إيمان حتي لا ابكي وأعترف بكل شيئ
أنافي أفضل حالاتي حبيبتي وخاصة بعد مقابلتي لخالد واعتذاره لي فقد كان حنونا كما كان في بداية تعارفنا
فاطمئني وكفاكِ قلقا وكأنك والدتي
ضحكت إيمان بشدة قائلة حسنا ابنتي الجميلة سأذهب للعمل فأنا تأخرت وللحديث بقية بعد عودتك
-في حفظ الله غاليتي
انصرفت إيمان وخارت قواي فانفجرت باكية
اااااااااااااااه
عفوك ورضاك يارب
اكاد اموت الما
اريد ان اقتلع قلبي بيدي والقي به بعيدا حتي لا أشعر
اتمني ان يكون كل ما حدث كابوسا وليس واقعا
اريد العودة لطفولتي فاجدني طفلة صغيرة بلا تكليف
اللهم لا تكلني إلي نفسي
لحظات ساد فيها الصمت حتي كدت لا اسمع دقات قلبي …ليتها تتوقف
لقد أعددت كل شيئ وخاصة الطعام الذي يحبه
ثم اخذت أتجول في أرجاء شقتي انظر إلي الأثاث والجدران وكأني أودعها
كم كنت احب النهايات السعيدة !
وابكي مع النهايات الحزينة
الآن يجب أن أختار النهاية
هل مازلت كما انا ؟ام تغيرت ؟
الحلقة العاشرة (الأخيرة)
صاحبة القصاص
-حمدا لله علي سلامتك حبيبتي ….قالها خالد بحنو وضمني إليه
-دمت سالما حبيبي …افتقدتك كثيرا
أجبت وانا اختبئ بداخله من كل ما أشعر من ألم وذكريات ..حاولت الفرار منه .إليه
آه لو تعلم ما بي ..قلتها في نفسي محاولة وبكل قوة أن ابدو متماسكة وقوية
الحقيقة انني انهار يوميا عدة مرات وأنهض وارمم روحي دون أن يشعر بي أحد
كنت استيقظ وأنام واستيقظ وأنام حتي تساقط مني الوقت والرغبة وتجاوزتني الأشياء
حتي هو لا يشعر ما بي رغم قربي من قلبه
-لحظات حبيبي لأستعد فاليوم هو بداية حياة جديدة لنا
سأتركك وهاتفك بعض الوقت حتي ارتب المكان واعد الطعام واتزين
أجبت بصوت مفعم بالسعادة والمرح والحنان وكأنني عاشقة تترنم بعشق محبوبها وتحاول إثارته والعبث لأول مرة مع عقله
اريدك اليوم معي بقلبك وعقلك
لن اقبل بك إلا مكتملا …..اليوم انت لي
……………………………..
اصبح المكان نظيفا ومرتبا …ما أجمل رائحة عطر الياسمين الذي قمت بنثره
في الهواء …إن خالد يعشقه
وانتهيت من طهي الطعام الشهي …خالد لا يفضل الطعام من الخارج بل يسعد بتناوله من يدي
حاولت أن أبقي قوية كثيرا يا الله
لكنها تضيق وصار إتساعي غير كافيا لأتحمل
يلزمني البكاء وكتف اتكئ عليه
لكن دموعي جفت وجميع الأكتاف تلاشت
فلاش باك *
-ما هذه الرسائل يا أمل ؟!انتِ تخفين عني شيئا ؟…اجابت إيمان بصوت حزين يبدو به القلق والخوف
لا تخافي حبيبتي…لكن اريدك ان تقسمي لي انك ستفعلي ما أطلبه منكِ
-سافعل لكن ما الأمر ؟
-الساعة العاشرة مساء اليوم اذهبي إلي منزل أسرتي ومعك الرسالتين
رسالة مكتوب عليها أسرتي ورسالة لأجلك
ارجو قراءة الرسائل وتنفيذ ما بها
-سافعل حبيبتي علي ان تحدثيني لأطمأن عليكِ
-إن شاء الله …لكن ليس قبل العاشرة
……………….
انتهيت من تزيين نفسي وارتديت الفستان الأسود الساحر ..خالد يعشق اللون الأسود..ودلفت داخل الغرفة
ما أن رآني خالد حتي صاح وعلي وجهه نظرات الإعجاب والإنبهار ورأيت في عينيه حبا لم أراه من قبل
-كم انتي رائعة و جميلة ….تبدين كالأميرات في هذا الفستان
وازدادت عيناكِ جمالا فوق جمالها بهذا الظل الذي تضعينه فوقها …كم أغار منه
عهدتك دوما متألقة لكن اليوم ….هناك سحر خاص يحيط بكِ
………………..
-فإذا بي أهمس لنفسي وانا انظر إليه واري نظرات الشوق واللهفة بعينيه
-انني اريدك وأرفضك في آن واحد
اتجاهلك وكل قلبي منتبه إليك
وفي كل مرة قررت بها أن أكرهك
شعرت بأني احبك أكثر
………………
-انا سعيدة انك تراني جميلة
انت بكل العالم ..اريدني جميلة لأجلك وحدك كما اكتفي بك بكل الرجال…همست إليه بحنو ودفء …كم اجيد التمثيل علي عكس طبيعتي !
أعددت لك الطعام الذي تحبه …طعاما مفعما بالحب لأجلك
-سلمت يداكِ حبيبتي
……………………
-ما أجمل هذا اليوم حقا !… خالد متحدثا بسعادة
اقتربت منه وعلي وجهي ابتسامة تفيض حبا …هو أجمل يوم فعلا!
فلاش باك *
أمسكت بالهاتف واخذت ابحث عبر شبكة المعلومات باهتمام
اتمني ان أجده …اريد نوعا فريدا لم يستخدمه أحد…سيشعر خالد بطعمه إذا وضعته في الطعام أو الشراب وستكون كارثة ….
هذا هو ما اريد ….السم باللمس
نعم هذا رائع …سأضعه علي الفراش الذي جمعنا معا ….الفراش الذي جمعه مع الخائنة …..هذا الفراش البغيض سيكون مقبرتنا
بمجرد ملامستنا له سنموت خلال دقائق قليلة
-لكن كيف يمكنني الحصول عليه؟
هذا أمر خطير …يفوق المخدرات خطورة
لا يوجد غيره …دكتور سالم
طبيب صيدلي معدوم الضمير …سمعت عنه الكثير …كيف يبيع للشباب الأقراص المخدرة!
سأحدثه وأعرض عليه مبلغا من المال
تمت الصفقة وأحضره لي …لا تهمني النقود …ثلاثة آلاف جنيه اخذها ليحضره
ولو طلب أكثر من هذا المبلغ كنت سأدفعه
هذا هو أهم شيئ وإلا سأفشل
……………
سأضعه سريعا علي الفراش قبل عودة خالد من الحمام
كم أشعر بالتوتر والرهبة !
لقد قمت بنثره في كل مكان بالفراش
…………………..فلاش باك *
-اكتب الآن رسالة أسرتي
إليكم جميعا ….سامحوني
احبكم حقا وأعلم اني أخطأت بالماضي وأخطأت الآن بما فعلت لكن ….اخترت الموت لينتهي معي كل شيئ
فالنسيان نعمة والحزن يبدأ كبيرا ثم يصغر
لا أريد وجودي بالسجن لأظل عالقة مع آثامي وأظل حملا ثقيلا علي عاتقكم
اذكروني بالدعاء ….
……………………
فلاش باك*
سأكتب الان رسالتي إلي حبيبتي إيمان …صديقتي الحنونة
سامحيني ولا تبكي
اذكريني بالدعاء فأنتِ اقرب الناس لقلبي
تشعرين بدموعي التي تختبئ خلف ابتسامتي وبضعفي رغم ثباتي
لم يكن لي خيارا …لقد فاقت مشاعري نحوه مشاعر الحب فصارت عشقا
كان يجب أن يموت وما كنت سأتحمل فراقه
قال لي يوما انه قدري
اعلم انك ستذكريني …
اتصلي بالشرطة وأخبريهم بالعنوان
وداعا حبيبتي
………….
-ضمني خالد إليه في حنان ووجدتني اقترب منه بشدة وانظر إليه قائلة
احببتك بشدة ومازلت …رغم قسوتك معي وإهانتك لي ولأسرتي …رغم عيوبك
رغم زيفك وخداعك ….رغم خيانتك لي مع زوجة صديقك في فراشنا هذا
اعشقك حقا ولهذا اخترت ان اموت معك وبقربك ….انهمرت دموعي مع نظرات خالد لي التي امتزجت بها المشاعر بين الدهشة والحزن والحب
لتمتزج دموعنا معا وهو يقول لي آخر كلماته وآخر ما سمعت منه …..سامحيني
أصوات سيارات الشرطة تحيط بالمكان
انتهت

إرسال تعليق

0 تعليقات