رواية حروف تحترق




المقدمة

انتي تحبينها كثيراً مع انها قديمة و غير براقة لم لا تخلعينها

مطت شفتيها بضيق وهي تقطب جبينها وتقول: انا احبها وهي تعني لي الكثير

اجابها بانزعاج: ساشتري لكِ واحدة اجمل منها بكثير

ثم اردف بنبرة هادئة وحزينة: لا اريدك ان تحتفظي بأي شيئٍ يذكركِ بذلك المكان وبالايام القاسية التي مرت عليكِ

نظرت اليه بطريقة غريبة وهي تحدق به بصمت ثم اجابته وقد زينت ملامحها ابتسامة حزينة:

كلما مررتُ بموقف صعب او تعرضت للضرب والظلم كنت انظر الى هذه القلادة حتى اشعر بالقوة منها

نظر اليها باستغراب وهو لا يفهم ما تعنيه بالحصول على القوة من القلادة

بينما اكملت هي بنبرة غامضة وقد احتدت عيناها الرماديتان: فهذه الحروف لم تحترق

اقتباس من احداث الرواية


دخلت خلف الشرطية الى غرفة الضابط الذي يتولى التحقيق في قضية سارة

لتجد المحقق يقف امام النافذة ويعطيها ظهرهُ وامام مكتبه يجلس رجلان احدها قد

غطى وجهه بضماد بحيث لا يظهر اي شيء من ملامحه غير عينيه البنيتين بل حتى يديه

كانتا مربوطتين وقد بدا كانه مصاب بتشوه او حرق ما

واما الرجل الاخر فهو يبدوا في منتصف الثلاثينيات بملامح وسيمة ونظراتٍ هادئة

انعكست على عينيه الزرقاوتين

التفت المحقق لها ثم خاطبها بلهجةٍ امرة وقال

اجلسي يا انسة

انصاعت له بصمت وجلست على ارقب اريكة للباب

عندها قال المحقق :

لقد حصل تغيير في مجرى الاحداث واظن انه في مصلحة صديقتك

خفق قلبها بشدة وهي تشعر بالامل يتسرب اليها

ثم سألته بسعادة:حقا ؟

اجابها بهدوء : اجل و هذا التغيير هو عرض قرر السيد ايهم ان يعرضه عليكِ

وهو اخر فرصة من اجل حل الامور بشكلٍ ودي

حركت حدقتيها الرماديتين وهي تنظر الى الرجلين باستغراب فهي تدرك ان

سارة قد تورطت بقضية مع رجل اعمال يدعى ايهم الكاسر ومع ذلك لم تتوقع انه

قد يكون واحدٍ من الاثنين الجالسين امامها

تحت استغرابها تحدث الرجل ذو العين الزرقاوين وقال بلهجة هادئة وبحةٍ مميزة:

قررت ان اسحب البلاغ الذي قدمته ضد الانسة سارة وهذا طبعاً لا يعني انني

ساتنازل بشكل نهائي لكن يمكن ان نقول انه فرصة مؤقتة حتى اتاكد بنفسي

ما ان كانت الانسة سارة متورطة حقاً في قضية الاختلاس اما لا وطبعا كل ما اقوله

سيحصل ان وافقتي انتِ على العرض الذي ساعرضه عليكِ يا توليب

شعرت بالدم يجف في عروقها عند سماعها لجملته الاخيرة فقد كانت على بعد

خطوةٍ واحدة من الحصول على برائة سارة حتى ولو بشكلٍ مؤقت ولكن الان عندما

سمعت تكملة كلامه باتت تشعر بان املها قد ضاع فلما يريد ان يدخلها هي في

هذا الموضوع وماذا يريد منها ثم كيف يخاطبها باسمها من غير كلفة وكأنه يعرفها من قبل

لاحظت خروج المحقق الذي يبدوا ان المدعو ايهم قد اتفق معه على ان يكون الاتفاق بينهم هم الثلاثة

طبعا بوجود الشرطية فالمحقق يدرك انها لن تقبل ان تبقى مع رجلين بمفردها في غرفة واحدة

زفرت بضيق ثم حاولت ان تسيطر على هدؤها وهي تطمئن نفسها ان الرجل لم يقل حتى

الان اي شيء مثير للربية بالعكس هو يحاول حل المشكلة بشكلٍ ودي فلما عليها القلق

قطع تأملها صوت ايهم وهو يقول :

ارجوا ان تكوني فد انهيتي تفكريكِ حتى اقول انا عرضي ويجب ان تعلمي

ان سارة تعتمد عليكِ

رفعت حاجبها باستغراب من كلامه وكأنه ليس هو سبب مشكلة سارة ثم اجابته بصوتٍ هادئ:

انا لن اتأخر ابدا عن مساعدة سارة واتمنى حقاً ان يكون ما ستعرضه

علي شيء انا قادرة على فعله

ابتسم هو من حذرها وذكائها في انتقاء كلماتها وقال بمكر :

لا تقلقي ما كانت ساعرض عليكِ شيء اكثر من طاقتك

عقدت حاجبيها وهي تحدق به بغموض ثم قالت :

انت لا تدرك ماهي حدود طاقتي لذا ارجوا ان لا تجزم بشيءٍ انت لا تدركه

قال ببحته المميزة: دعينا نجرب

اجابته بهدوء: انا اسمعك

قال بنبرةٍ هادئة:انتِ اريدك ان تعملي عندي



فصول القصة : اضغط علي الفصل الذي تريد وسوف ينتقل اوتماتيكيا


إرسال تعليق

0 تعليقات